المدوّنة والتّدوين

7bfbdcfaecc3bd7d117186252adb9b06

التّدوين يشبه الرّكض ؛ فيمكن أنْ تكتب وتنشر كلّ ما ترغبه على هذا الفضاء الإلكتروني دون قيود ، التّدوين فى ليبيا بداءً مع بداية توسيع رقعة النت ، حيث أصبح بمتناول الكثيرين ؛ إذ يعبرون عمّا يجول في خواطرهم ؛ رفضاً واستنكاراً فقبولاً وحماساً إيجاباً وسلباً. التّدوين في ليبيا يغلب عليه الطّابع الاجتماعيّ ؛ بسبب طبيعة النّظام السّابق المستبدّة في ذلك الوقت ، التي يصعب من خلالها التعبير عن الظّلم والانتهاكات التي تحدث في الدّاخل ، فعلى سبيل المثال التّعذيب في السّجون ، والاغتيالات والفساد الإداريّ … الخ بينما كان الهامش أوسع لمدونيّ المهجر، فالفضاء واسع للتّعبير والتّدوين بحريّة . بداياتي في التّدوين قبل الثّورة بداية خجولة ، بعدها انطلقتُ مع مشروع مدوّنات ليبية ، وهو منصّة جمعت مدوّنين شباب من كلّ مدن ليبيا ؛ لتكن بعدها المحطّة الأهمّ ، حين تمّ اختياري من بين مئة وخمسون مدوّن عربيّ من كلّ دول العالم العربيّ على منصّة مدوّنات عربيّة ؛ لتنطلق بعدها مدوناتي عبر مواقع عالميّة ، وبعض الصّحف العربية . أحببتُ أنء أنقل بالكتابة صور لمواقف مررتُ بها ؛ وأحداث لأسلّط عليها بعض من الضّوء ، ربما ينتبه لها بعض المهتمّين ، فقد كنتُ أتمرّد وأستاء من التّجاوزات في الشّارع ، وداخل المحيط الذي أتحرّك فيه ، لذلك كنت أجد الكتابة مُتنفّساً لما أحاول أن أنقله بصوتٍ مسموع . التدوين : فتح لي أفق واسع من الاطّلاع على كثيرٍ من مُجريات الأمور ، خصوصاً بعد الثّورة ، والحراك السّياسي ، والانتقال الدّيمقراطي ، والحرب والصّراعات المسلّحة ، وتأثير نبض الشّارع في خِضمّ هذا الصّراع الجديد الذي يعيشه المواطن الّليبي ، فتقبّل كلّ هذه التّغيّرات لم يكن بالأمر الهيّن ، كما فتح لي التّدوين فرصةً لاتّساع رقعة علاقاتي الاجتماعيّة ؛ ليتسنى لي التّحرك بحريّة ؛ للبحث عن صحّة الخبر ومصداقيّته ، والوقوف على الحدث ، والإلمام بكافّة تفاصيله . هذا أهداني مساحةً من البراح للتّفكير بهدوء والاستماع لكلّ الآراء بحياد ، لذا أنا فخورةٌ دائماً ؛ لكوني مستقلّة لم أنتمي إلى تكتّل ،ولا حزب ، ولم يجرفني اتّجاه أو تيّار خارج عن مسار الوطن ، وببساطة أؤمن بأنّ كلّ الأقنعة تسقط ولن يبقى إلّا الوطن .

فكرتان اثنتان على ”المدوّنة والتّدوين

أضف تعليق