شخصيات كشفية – ظريفة الخطيب

147 ‫‬

أحلام البدري – شخصيات كشفية ليبية

أسم لامع فى مفوضية مرشدات طرابلس ، تاريخ وصيت ومشوار من عطاء يرن كرنين الذهب ، كلما تعرفت عليها أكثر وقطعت معها مسافات وعبرت معها بذكريات كشفية ثرية بالتجارب كلما عرفت قيمة المرشدة وحصادها التربوي خلال مسيرة حركة المرشدات فى ليبيا لأكثر من خمسون عاما.

القائدة ظريفة الخطيب انتسبت الى الحركة الكشفية سنة 1958 م تحت قيادة القائدة زهرة جعفر في مدرسة الظهرة تحصلت وقتها  على مهمة عريفة عرفاء ، ثم ترفعت الى المرشدات عند القائدة نبيهه زغبية في الفرقة الاولى قبل ان تتسلم القائدة نبيهة مهمتها  كقائدة عامة للمرشدات فى ليبيا، تم استلمت الفرقة القائدة امنه عبد الهادي قائدة الفرقة الاولى للفتيات وهذا عندما اعاد القائد العام تنظيم الحركة الى ثلاث حلقات – زهرات- فتيات- مرشدات وهذا كان سنة 1962م.

اشتركت في الرحلة الى الجزائر والتي كانت بمناسبة عيد استقلال الجزائر وكانت اول رحلة لمرشدات ليبيا في الخارج ، لتنقطع  بعدها عن العطاء الكشفي سنة 1966م وذلك بسبب زواجها والذهاب مع زوجها لليونان بحكم عمله في السلك الدبلوماسي.

رجعت للعطاء الكشفي  سنه 1975 م كمفوضة تنفيذية على مستوى ليبيا ، تم استلمت مهمة امينة مؤتمر طرابلس ( اي مفوضية طرابلس) لمدة ثلاثة عشر عاما  ، ثم مفوضة علاقات خارجية لمدة اثنتا عشر عاما ، لتترأس اللقاء العربي الاول لرئيسات الجمعيات وأمينات التدريب والبرامج سنة 1993 م ،  ثم ترأست وفد المؤتمر العالمي للمرشدات في الدنمارك ، ثم ترأست المؤتمر العالمي في كندا ، ترأست وفد المخيم العالمي الثاني للزهرات في الكويت ، وترأست وفد المؤتمر العالمي في ايرلندة ، ترأست وفد المؤتمر العربي في مصر، ترأست وفد المؤتمر العربي فالكويت .

لازالت مستمرة بعطاءها تواجدها يبعث فيك الامل بأن العطاء ليس له عمر ولاحدود ولا مكان ولا زمان عندما تتشبع بثقافة التطوع تصبح صديقا للجميع دون ريبة دون خوف لانها ببساطة قائدة والقيادة حكمة ومرونة وتجديد.

12717206_905886342860829_6163512294317918828_n

 

أفلام تحت الحرب

10399728_1078605675504838_2753660343270469939_n

الحرب لن توقف ابداع العابرين على ارصفة الاستيقافات ، لن تسطيع بمكان ان تمنع احدهم على الأحتفاء بذكرى صديقهم الذى غادرهم وهو ممتلئ حبا لخشبة المسرح والكاميرا وصدق وعفوية الاداء والكلمة.
مدينة بنغازى – مدينة تصارع الموت بالحياة ، تستعد لاستقبال ( مهرجان الراحل خليل الجهانى للأفلام القصيرة )  هو مهرجان مستقل عن أي مهرجان آخر ولا يتبع أي جهة وهذه الدورة فقط خصصت للافلام الملتقطة بالهاتف المحمول ، يذكر بأن الفنان الراحل قد فاز بالجائزة الأولى عن فيلمه القصير (روبابيكيا) فى دورة مهرجان سابق أقيم في مدينة بنغازى والمرحوم كان من ضمن المشاركين .
الفنان المرحوم فى سطور…
ولد وحب خشبة المسرح تسرى فيه سريان الدم فى الوريد هو ابن للمخرج الراحل على الجهانى ولد الشاب خليل فى 16 مارس 1984 – بداء فى العام 1988 على خشبة مسرح السنابل للطفل والعرائس ، ثم المسرح الوطنى  والمسرح المدرسي وتليه المسرح الجامعي ، حيث قدم الكثير من الادوار المهمة والمميزة تأليفا واخراجا وتمثيلا تقمص العديد من الادوار فى عدة مهرجانات محلية ومشاركات عربية حاز على ضوئها جوائز قيمة ولعلها الأهم والأقرب قبل ان توافيه المنيه اثر سكته قلبية فى شهر مارس 2015 ، هو فوزه بالجائزة الاولى لأفلام الهاتف المحمول .
 هذا العام اطلق اصدقائه فعاليات هذا المهرجان الذى لم يتوقف عن استقبال المشاركات المفتوحة حتى اوائل مارس ليتم اعلان النتائج فيما بعد تزامنا مع الذكرى الاولى للراحل الشاب خليل الجهانى – المشاركات لم تحدد بالأعمار ولا الجنسيات ، افلام قصيرة من فئات  الدراما، الأكشن ، التراجيدية ، الكوميديا ، والرُّعب ، الشرط الوحيد هو التقاطها بالهاتف المحمول وستكون لجنة تحكيم من شخصيات فنية وإبداعية الى جانب جوائز قيمة للفائزين.
عين على الحرب وعين على الابداع ومابينهما نتخطئ حاجز التطرف ونعلن الرفض للون الواحد وللطوفان الأسود للإرهاب الذى يبعدنا عن المدنية ويحشرنا فى دائرة مابين المقصلة والرصاصة.

رسائل أهالى شهداء فبراير بعد خمس سنوات

فضالله بوجوارى

خمس سنوات لذكرى ثورة كان ثمنها دم للقضاء على اقوى دكتاتور ، ثورة ليست كالثورات أرث بائس من بقايا مخلفات ، برصاص ودم كانت المواجهات وحصاد لايعد ولا يحصى من الارواح.
مازال أنين زوجات الشهداء والمفقودين ودعاء امهات وإباء مازالت جراحهم لم تندمل بعد ، وأبناء لم يعرفوا اباءهم الا فى صور معلقة فوق الحوائط الصامتة.
خمس سنوات متعثرة متقدة بالحرب والخيبات والخذلان اليوم الشارع الليبي منقسم مابين المؤيد والمعارض للاحتفال بذكرى فبرابر ، اهالى الشهداء والمفقودين وكل من آمن بأن ثورة فبراير عندما خرجوا فيها كانت ضد الظلم والفساد وكل هذه الافرازات والكوارث التى لاحقت المواطن خلال خمس سنوات ماهى الا دليل على فساد النظام السابق ، رسائل اهالى الشهداء والمفقودين مازالت تئن من حرارة  الفقد.
رسالة أم لشهيدين فى ثورة 17 فبراير …
( تمضى الشهور مكونة السنوات وتعود ذكرى  وحشة الم الفراق لنحيا جرح يزداد عمقا فى عالم بسط عليه المجرمون اجنح انانيتهم ونكران التضحيات فلفذه اكبادنا الجنة ولنا الصبر جميلا)
رسالة زوجة شهيد …
ثورة فبراير  ليست ثورة علم ، ثورة فبراير ليست موضوع عناد وخلاف وتحريض انها باختصار ابنتى تقوى التى حُرمت من ترى والدها ولدت بعد استشهاده ، لاتعرف له ملامح ولارائحة ولم تنعم ان ترتوى بحنانه فهى ترى المحيطين ينطقون بابا تنطقها ببراءة دون اكتفاء.
فبراير ابنى صالح الذى الذى حُرم من تسكن ذاكرته تفاصيل لوالده ، فأصبح كل يوم يحكى لى قصة من خياله مجسدا فيها صورة والده.
فبراير هى هبة ومحمد وعادل اراهم يكبرون وينجحون ولامكان للفرح الباهت فى غياب والدهم ، فبراير اطفال يتامي وأرامل وأمهات فقدنا فلذة اكبادهن ، سأظل فخورة مع اولادى ان والدهم بطل وسنظل نلهج بالدعاء له بأن يحتسبه الله من الشهداء.
رسالة أخ شهيد …
أخى افتقدك مازلنا على العهد سائرون نحلم بدولة يسودها القانون وتعتليها  مؤسسة عسكرية بجيش وشرطة ولائها للوطن ، أخى مايصيبنى كمدا الا من يحاول ان يشكك فى فبراير على انها نكبة وليس ثورة ضد الظلم.
رسالة ابنة شهيد…
كيف سمحوا لأنفسهم ان يتكلموا عن فبراير و أبي أحد ابطالها خرج رافضا للظلم لا يبتغى منصبا ولاجها ، اتعلمون مامعنى فقد الأب ؟ فقد السند والحماية ، لن تسامحكم دماءهم لأنكم لم تكونوا اوفياء.
رسالة زوجة شهيد تركها قبل خمس سنوات تحمل طفلهما الذى ولد وحمل نفس أسم والده…
رحلت معك الايام المفرحة وبهجة البلاد ، اللهم في هذا اليوم وفي هذه الساعه اللهم ارحمه واغفر له واجعله في أعلي عليين ،اللهم بارك لي في ‫(مؤيد ) وأجعله قرة لعيني وخلفا مباركا لأبيه .
لا ادري كيف جمعنى القدر عن طريق منظومة حصر الشهداء والمفقودين بكل تلك الزوجات والأمهات والأباء ، كيف مرت سنة تلو الأخرى ، شعورهم وحجم لوعتهم وحرارة فقدهم لم اراها تخبو بل المسها تزداد بوجع كلما كبروا اولادهم وتيقنوا انهم بلا اباء تزداد معاناة امهاتهم وتثقل بهموم المسؤولية فى ظل ظروف سياسية غير مستقرة ، شهداء 17 فبراير اسماء تشبه النور لا يمكن لاحدهم ان ينكرها او يشكك فيها ، فبراير ثورة ابطال سرقوها الانذال.

موهبة من رحم الحرب

 

 

11095310_446149672236440_5214280788810531475_n

لا تقل أنا فى الحرب ؟ فالموهبة حين نرعاها ستزهر كما عود الياسمين فى روعته ، وكلما انفتحت ذهنية العقل وأينعت كلما ابدعت الانامل الرقيقة وهى تداعب علبة الالوان .

مروه المسماري شابة ليبية بنغازية ذات العشرين ربيعا  طالبه بكلية الهندسة ، رسامه في صحيفة تصدر عن الهلال الأحمر الليبى بداءت في الرسم منذ الطفولة كانت الطالبه المحبوبة عند معلمه الرسم في جميع المراحل الدراسية شاركت في المعارض المدرسيه بقصص مصورة متأثرة بأغلبها بمجلة ماجد للأطفال .

تحدثنى مروة انها لم تنتبه لموهبتها فى الرسم بشكل فعلي الا فى الحرب بعد توقف الدراسة وتعرض مبنى جامعة بنغازى للحرق من جراء القذائف وأصبح الوقت طويلا والملل لايبرح الساعات عندها قررت ان تقتل الوقت بعمل ايجابي يبعدها عن التوتر الذى يصاحب اصوات الرصاص فبداءت اول الخطوات بتصفح مقاطع تعليم الرسم على اليوتيوب وفتحت صفحة على موقع الانستغرام عرضت فيه بعضا من رسوماتها لتتفاجأ بحجم الاعجاب وتشجيعها على الاستمرار .

12729106_497909040393836_420730225988660096_n

 

الزى الليبي والهوية التى لن تتأثر بالحرب …

تستطرد مروة بأنها تكن إعجابا وحبا شديدين للزى الليبي بتفاصيله الانيقة المميزة عن كل ازياء الوطن العربي لتفرده بتفاصيل تثير اعجاب الآخرين – من هنا اتخذت الزى التقليدى الليبي عنوانا عريضا ترغب ان تصنع به علامة فارقة مميزة فى الرسم – هى ترى ان الانترنت له دور فى تحسن خطواتها واحدة تلو الاخرى ولاتنسي دور عائلتها ووالدتها لمتابعتهم ومدها بالدعم وحثها على ان تكون الافضل بعد كل عمل .

انتبهوا لمواهبكم انتبهوا للأطفال والشباب فثمة عنف لن يتوقف  بيننا الا بعلبة الوان تشبهه قوس قزح تحت المطر ودندنة على اوتار موسيقي تغفو عليها النفوس المتعبة وتستيقظ مع سرب النوارس الوديعة.

النازحين من وراء الابواب

11358672_10153349933102370_1780707365_n

نشرت على المدونات العربية

حين تريد ان تضرب عمق المدينة افرغ البيوت من اهلها !!  نازحون فى مدينتهم يتوسدون الذكريات حكومة فى سبات ميزانيات منهوبة ونفوس مكسورة ولاأحد يعلم هل ثمة حل فى الافق لنازحين بنغازي ؟ اصبح شبح الانتهاك للخصوصية يطاردهم والى اين المهرب من التحرش والفقر والمرض وانعدام الامان .
كانت تقول ظل حيطة ولاظل رجل اليوم هى نازحة لا طالت حائط بيتها تتوسده ولا ظل رجل يحميها  فتحية 44 عام مطلقة باربع ابناء نازحة من منطقة الصابري خرجت فى يوم عاصف من القذائف  لاوثائق ولااوراق ثبوتيه  ولاشئ يعينها على نوائب الدهر وجدت نفسها برفقة اولادها تحمل أسم نازحة فى مدينتها تقطن احدى مدارس المدينة تخبرنى انها تتألم كثيرا  فهى تعانى من التحرش داخل المدرسة التى يقطنها اربعة وثلاثون أسرة  بأعمار مختلفة –  تستطرد فتحية بان أبنها ذات الاثنى عشر عاما لاتستطيع تركه بمفرده لكى يذهب لدورة المياه المشتركة  فى اخر الممر فهن مراحيض يدخلها الرجال والشباب بأعمارهم المختلفة فيما ترافق أبنها محمد تنتبه لنازح فى عمر الخمسينات ينتظرها محاولا استدراجها الى الغرف العلوية من المبنى .
انتهاك الخصوصية…
ممرات مدارس النازحين ودورات المياه لاتحمل خصوصية للنازحين سعاد 48 عام وأم لستة أطفال ابنتان وأربعه ذكور تخبرنى  بانها تحاول ان تقدم طلب للانتقال الى مدرسة اخرى تقيم فيها بعد ماتعرضت  ابنتها دلال خمسة عشر ربيعا وهى تستحم تحت الدوش  بان واحد من الشباب الأشقياء داخل المدرسة قد رفع  هاتفه النقال وقام بتصويرها فلم يسعها الا الصراخ عاليا – ذهبت تشتكيه لدى اسرته فخرجوا عليها غاضبين بان ابنهم برئ من التلصص على أبنتهم وكادو لها بمكيلين من السب والشتائم .
ظلم فى توزيع الحصص…
المعونات من أهل الخير تأتى تباعا عزة – 52 عاما وأم لأسرة مكونة من ثلاثة عشر فردا ينامون داخل حجرة واحدة مستاءة لكونهم يستلمون حصص الاعانة من المواد الغذائية ناقصة لاعدل فيها فحصص الاربعة افراد هى نفسها توزع على الثلاثة عشر – فى حين المسؤول على التوزيع يظهر بانه شخص متحيز فنراه يضيف لبعض السيدات والفتيات الشابات الأكياس المخصصة للمؤنة بالسر وهذه الافعال تثير غضبنا  وحين تكلمت خيرونى بين أرضى او ان ابحث عن مكان أخر أقيم فيه .
سلوكيات منحرفة…
فى المجتمع الليبي المنغلق لاتري فى العلن  كثيرا السلوك المنحرف والتصرفات الغير مقبولة من عامة الناس المثليين  ،  بعد ثورة فبراير ظهروا بكثرة وبعد الحرب ونزوحهم خارج اسوار بيوتهم وأبوابهم المقفلة بقفل الجهل والتخلف ، نوارة 33 عام لديها أبنان فراس وماجد وزوجها ابراهيم – اخبرتنى بأن هذه ثانى مدرسة ينتقلون للإقامة فيها بعد تركهم المدرسة الاولى فليس بوسعهم دفع الايجار ومضطرين غصبا قهرا من الظروف باتت هى وزوجها يخافون الذكور المثليين ( الجنس الواحد) فقد قابلتهم كذا حالة اثنين ذكور كل الوقت متلاصقين وتصرفاتهم غريبة ويتبادلون القبل بطريقة مقززة ففى أحدى الليالى اوقظنى زوجى من النوم وطلب منى ان اشاهد مايفعلون وانا من خلف النافذة حينها قررنا ان نبحث عن مكان اخر فى اى مكان ، وتستطرد الموت جوعا لايقتل وانما الفساد والأخلاق الوضيعة هى اكبر حفرة للخوف والضياع.
اكثرهم لايفكرون فى رغيف الخبز وعلبة الحليب وفنجان القهوة هم يبحثون عن أمان وسط مدرسة حاميها حراميها موحش الانتهاك للخصوصية وموجع ذلك التحرش الذى يخلف العنف ليرسم صورة سوداء الملامح لامهرب ولابديل اما ان تبقى واما مصيرك الشارع .

11427882_855156714540315_1923550694_n

الساعة في ليبيا خارجة عن مسارها

3680_915219

نشرت على صحيفة السفير

متلاحقة الأوقات وبطيئة، فبالكاد يجد المواطن وقتا لشرب كوب “المكياطة” (نوع من القهوة المركز جدا والتي تسكب في الكوب بكميات قليلة، وهي على ما يبدو طريقة في تحضير القهوة من آثار الإيطاليين الذين استعمروا ليبيا، وأصل الكلمة mocha) إن وجد مقهى مفتوحا وقهوة الصباح إن وجدت أنبوبة الغاز، ليدخل في ازدحام الشوارع المنسية والخالية من الطرق الإسفلتية، حتى يأتي إليه الظهر منقضاً ليدرك ما يمكن تداركه في البحث في المصارف البنكية عن سلفة، أو سحب على رصيد “أحمر”، أو الوقوف في طابور المخابز والبنزين، أو في طوابير المستشفيات وانتظار الأدوية المنتهية الصلاحية والعيادات، لمعاينة هبوط وارتفاع الضغط أو تعاطي الجرعات الكيماوية.
سيدركك العصر وأنت تتململ وقوفا من تراكم السيارات بانتظار الإشارات الضوئية وعبور المطبات، وفي الوقت نفسه يعتريك الشعور بالاستياء من تجاوز تلك الإشارات وما أكثر من يتجاوزها وكأنها غير موجودة. حينها ستشعر حقا بأن المواطن محتاج لإعادة تربية قبل التعليم الموقوف حتى إشعار آخر في حرب عشواء عصفت بالمباني التعليمية.
ستجتمع مع العائلة على وجبة الغداء لتدرك أن الحديث برمته كان عن أحوال الحرب والسياسة المخجلة وتقصي آخر الأخبار عن الأرقام الخيالية للمبالغ المنهوبة وعن آخر مستجدات الحكومة المعترف بها والحكومة المسلوبة النائمة في غيبوبة وعن آخر محاولة للاغتيالات لأنها أصبحت البديل لسجون وهمية، فكل من يقول لا، ستنصب بعدها بأربع وعشرين ساعة (معطلة متأخرة!)، خيام التعزية ويرثى بقصائد شعرية عن أعماله البطولية وربما الوهمية. للحظة ستقوم من وجبة الغداء وأنت مصاب بعسر هضم شديد ستلاحقك فيه حموضة القنوات الفضائية لآخر النهار.
سيأخذك بعض من الفضول لتفتح صفحتك الفيسبوكية وتبدأ بتتبع آخر المستجدات في صفحات تبث الحقد والضغينة وتسعى للشتات، وتشاهد صوراً وصفات الأكل، وتتبع همسات العاشقين والهائمين على الدردشات، وعروض الفساتين والسيارات.. وكأنهم لم يدركوا أننا في وطن يعاني من تدمير بنيته الاجتماعية، وفي طريقه لاندثار النسل.. يعاني فيه العنوسة رجال ونساء من دون استثناء، فالكل ينتظر خاتم الخطوبة وقراءة سبع آيات من سورة الفاتحة ليقف في مكانه (فالساعة معطلة متأخرة وبطيئة)، حتى يستلم مفتاح شقة رسمها فى مخيلته الثلاثينية وحلمه بإقامة مشروع يكفل به دخلا يحفظ آدميته، بعد أن يخرج الدستور للنور وقبل أن يرزق بطفل ويحرج من ملء استمارة التعريف ماذا تعمل؟ ما وظيفتك في الحياة؟ سيخجل حينها لأن الساعة بطيئة ومعطلة، وهو لم يدرك ذلك إلا في آخر المطاف.
التعليم في ليبيا يتكئ على عكاز الجهل المائل، فمدارسها فتحت أبوابها للنازحين جراء حرب لم تُحسم، والخسارة البشرية تفوق الركام. فصول دراسية تحولت لمنامة ومقاعد تكومت فيها الأحذية المهملة، وسبورة انقلبت لتوقيع الذكريات، وقاعات للمحاضرات الجامعية أكلتها ألسنة النيران وما عاد للتعليم طعم وشهوة.
تعشش الحشرات في لحى المتطرفين من كل الملل الذين غزوا ليبيا. دخلوها تباعا تحت ستار الدين، استبدلوا الألوان المبهجة بالسواد الأعظم، وغيروا سير الطرق وسدوا منافذ القوت وأشعلوا النار في الحصيد، وعاثوا قتلا وقطعا للرؤوس تحت لافتة الحد المستعار.
ويبدأ الليل يرخي أسداله لتصبح الشوارع خالية من ساكنيها، لا يسمع فيها إلا طلقات رصاص وقذائف، وبعدد أكوام القمامة المكتظة في كل شارع، فثمة من يجوب فيها هاويا للسرقة والقتل، متعاطياً للمخدرات، “فالليل والليل كثر خيره لقيته حنون وخير لي من غيره” (أغنية موروث ليبي).
تتيقن وأنت في طريقك لترمي رأسك على وسادتك بأن الساعة في ليبيا معطلة متأخرة بطيئة، حينها ستغمض عينيك بقوة وألم حتى لا ترى عقاربها البشعة الموحشة.

مخلفات الحرب واختلال التوازن

rsz_ibrahim_tawati_benghazi-1024x737

نشرت سابقا على مدونات هافينغتون بوست عربي

كيف نتفاءل بأن الحياة ستشرق، والورود ستزهر، والطرقات ستُعمر والأبراج سترتفع، والسلاح يصول ويجول في أيدي الجهله يوميًّا بوابل الرصاص، والقذائف تمطر فى سماء مدينتي بلا رحمة ولا شفقة، صراع السلطة وامتلاك السلاح يفقد الكرة الأرضية توازنها يدمر البيئة مثلما دمر نفسية الليبيين واستبعد من يدخل إلينا لتقديم مشورة أو عرض للبناء والإعمار والتعليم، في ليبيا غاب عن البعض القيام بثورة على الفكر ترمم العقول وتهذب الأخلاق، في ظل فوضى عارمة غاب ستار القانون والدستور الواقي للإنسان؛ حتى صارت مخلفات الحرب تتكاثر بيننا بكل تبعاتها الصحية والبيئية والإنسانية، لن نستطيع القول عنها إلا إنها مخلفات كارثية كل يوم تمر فيه مدينة بنغازي تحت محاور مفتوحة لحرب لم تُحسم، يزداد فيها خطر مخلفات السلاح المترامية على امتداد المدينة، فرحى الحرب فيها تنهش المسطحات الخضراء والحدائق المتواضعة، في حين أغلقت المنافذ البحرية المتنفس الطبيعي لتغيير دورة الأكسجين وتخفيف حَدة السموم من الغلاف الجوي.

استعملت في ليبيا منذ بداية الحرب في العام 2011 وحتى الآن أخطر أنواع الأسلحة التي دُفعت فيها الملايين من قوت المواطن حُرم فيها من حق حصوله على تعليم محترم وسكن لائق وحياة تحفظ آدميته، مضى عام على الحرب فى مدينة بنغازى وكثير من المناطق التى نزح منها ساكنيها ترسخ بين أكوام الدمار ومخلفات القمامة والجثث المجهولة التي تحللت ولم يستطع متطوعو الهلال الأحمر أن ينتشلوها لكونها مناطق نزاع مسلح.

اليوم وأنت تعبر طرقات المدينة تشتم روائح الجثث والدم وأكوام القمامة، مما لا شك فيه نحن في خطر محدق ما لم نتكاثف ونطالب المجتمع المدني الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من وقفة جادة معنا، فنحن فى خطر الانقراض إن لم يكن من كميات السلاح المخزنة والرصاص الطائش، فحتمًا ستكون من المحيط الملوث الذى نتحرك فيه، فأعراض الأمراض بدأت تظهر تباعًا على الأطفال وأرواحهم المرهفة وأعصاب الكبار المتلفة، وتبقى التوعية بمخاطر مخلفات الحرب هي الشغل الشاغل لجمعيات المجتمع المدني متواضعة الإمكانيات والخبرات.

اختلال التوازن البيئي يولد التفكير السلبي ويوقظ العنف ويولد الاستياء، فالتنفس غير الصحي يرفع نغمة النقمة مع كل صاروخ يمر مرور الكرام على يوميات كل ليبي تحت الحرب.

رغيف الخبز المسروق

oooooo

نشرت على موقع هافنغتون بوست عربي

تزداد الحرب شراسة فيزداد اللصوص نهبًا لقوت المواطن المتكئ على عكاز الجهل في وطن فارغة مدارسه وجامعاته من الطلبة، ومستشفياته من الأطباء والأدوية، ومطاراته من الطائرات والزوار، ومصارفه من العملة النقدية، ومؤسساته الحكومية التهمتها ألسنة النيران، وشبح البطالة يحوم فوق رؤوس العاطلين -عدا السلاح- والطرقات المتعطشة للأسلفت المقفلة بباقي ركام المباني هي التى ستلاحقك أينما اتجهت، ترافقها طوابير على محطات الوقود وطوابير أمام المخابز، يصطف فيها أبناء المدينة بإذلال، ويمارس فيها العنف اللامرئي على الأطفال تحت أشعة الشمس للحصول على رغيف خبز غابت عنه مواصفات الجودة حين نهب اللصوص دقيق المدينة، رغيف قَل جودته وأصبح هو حلم الكادحين كل مطلع صباح، غابت فيه ذرات الملح حين غاب الأحبة والجيران فى مواكب النازحين، وغاب الشباب في عمر الزهور بين مدافن القبور.

أزمة دقيق فى السوق السوداء..

ليبيا تطفو فوق رقعة جغرافية ما بين الساحل والصحراء، ولكنها بلد اعتمد على أن يكون مستهلكًا فقط؛ فخلال الأربعة عقود الدكتاتورية والأربع سنوات الدموية أُهدِرت المليارات من ثروتها ولم تُقم فيها مشاريع استثمارية للاستفادة من المساحات الشاسعة في الزراعة؛ فتربتها مناسبة لزراعة القمح والشعير والذرة ، ها هي اليوم تتناحر فيها حكومتان حكومة شرعية ضعيفة تعاني الغيبوبة في الشرق، وحكومة أزمة تفرض ما تريد بقوة السلاح في الغرب، وجنوب مهمش يعاني الشتات وسط تغلل التطرف والإرهاب.

بنغازي تحت الحرب وأزمة الكهرباء تعاني من نقص شديد في توفر الدقيق الذي بدوره تستمر به حركة المخابز لتوفير الخبز اليومي، في كل الحروب المستفيد الأول هم تجار السوق السوداء، المخازن على طول الساحل الشرقي تحت شهود العيان تمتلئ بكميات الدقيق فى غياب السيولة النقدية وارتفاع سعر الدولار واستحواذ التجار، فلن يمكنك الحصول على رغيف حتى بقيمة دينار.

ويبقى رغيف الخبز في وطني مغموسًا بالوجع والتعب لآخر كسرة ينتظر فيها سكان المدينة انتهاء الحرب وعودة النوارس، وهي تنتظر أبواق البواخر ترسو من جديد على رصيف الميناء.

فريق دفن الجثث المجهولة

11913395_517177861768383_571331139_n

نشرت سابقا على المدونات العربية – المدونات الليبية

حيثما يشتعل سعير الحرب تشتعل النيران وتترامى الجثث فى اطراف المدينة اجتمعوا شباب متطوعين يجمعهم منديل كشفى وعهد وشريعة وإيدى تمتد للمساعدة بصمت لبوا النداء تطوعا لمدينة يعشقونها فوجدوا انفسهم بين ثلاجة موتى مكتظة بجثث مجهولة الهوية اصروا على دفنها رغما عن نار القذائف .

بداية المشوار…

فى بنغازى الموتى هم ضريبة الحرب مناطق النزاع والاشتباكات المسلحة لم يستطيع انتشال الجثث من تلك المناطق الا شباب الهلال الأحمر الليبى يخرجون تباعا بجثث مجهولة الهوية ، لا مكان فى المدينة يستقبلهم الا ثلاجة مستشفى بنغازى الطبي الحرب فى اوجها بين الطرفين والجثث امتلاءت بها ممرات العبور بين الأقسام ومن بينها جثث متحللة تفوح روائحها الكريهة بين الامكان قرروا أخذ الاذن وإبلاغ ادارة المستشفى والبدء فورا فى خطة عمل منظمة لدفن أكوام الجثث المجهولة .

 

خطوات العمل …

يحدثنى القائد الكشفي  نور الدين مخلوف إحدى الشباب المتطوعين  بأن العمل لم يكن سهلا كما توقعوه ولكن العزيمة كانت بوصلة العمل فقد قاموا بحصر كل مجموعة على حده ثم قاموا بمساعدة الطب الشرعي  بأخذ عينات DNA وتصوير كامل لكل ماهو موجود مع الجثة المجهولة مثل حذاء ساعة سلسلة خاتم حزام اى نوع بلاتين فى الأطراف أو فى الأسنان ثم غسل الجثة غسل شرعى اسلامى وتكفينها ومنحها رقم فى القائمة هى وكل المستلزمات التى بحوزتها بنفس الرقم وتحفظ كل البيانات فى ملف خاص يسجل فيه تاريخ انتشالها المكان الذى وجدت فيه لون العيون كثافة الشعر اضافة الى نشر الصور على لوحة المفقودين لتسهيل البحث على ذويهم حتى مرحلة الدفن ، والتى كانت بعمل الفريق الكشفى المتطوع الى جانب موظفين تابعين للمستشفى وبعضا من أهل الخير فى المدينة الذين رغبوا فى المساعدة بحمل النعوش معهم ، حيث تم دفن مايقارب من مئة وخمسة وعشرون جثة فى الفترة الواقعة مابين الرابع من شهر اغسطس 2014 الى أول  شهر سبتمبر من نفس العام  وتمت عملية الدفن على مراحل أول مجموعة تم دفنها كان عددها اربعون  تليها المجموعة الثانية عددها ثلاثون جثة والمجموعة الثالثة وعددها خمسة وعشرون جثة والمجموعة الرابعة عشرون جثة والأخيرة كانت عشر جثث مجهولة.

تلاها فترة أخرى كانت اصعب  وأدق فى الدفن والواقعة مابين السابع عشر من شهر اكتوبر 2014 الى الخامس من شهر ابريل 2015 – ولكنهم تعاهدوا على الا يتراجعوا حتى تحظى كل الجثث بدفن اسلامى يليق بالأخ المسلم وهم يعلمون انهم مجهولون وغائبة كل تفاصيلهم عن الجميع ، فى المرحلة الثانية كانت أغلب الجثث التى تم انتشالها من قبل الهلال الأحمر فى تلك الفترة هى من مناطق الصفصفة – عمارات الشركة الصينية – القرية السياحية – قاريونس – طريق النهر – الصابري الى جانب جثث متحللة من بالقرب من جهة البحر ، وكانت طريقة القتل فيها عبارة عن تصفية بإطلاق رصاصة فى الصدر أو الراس أو القلب.

تم التنسيق مع الشيخ المسؤول على مقابر منطقة بودزيرة فى اطراف مدينة بنغازى والذى اخبرهم بدوره بأن هناك شباب متطوعين لتجهيز وحفر القبور ، دفنت جثث المرحلة الثانية مابين شهرى فبراير و ابرايل 2015 أول دفعة  كانت اربعين جثة مجهولة ، الدفعة الثانية عشرين جثة مجهولة ، الدفعة الثالثة عشرين جثة مجهولة ، والرابعة كانت اربعة عشر جثة مجهولة الهوية ،  حيث تولى النقل من المستشفى الى المقبرة شبيبة الهلال الأحمر.

ويستطرد القائد نور الدين مخلوف ليحدثنا عن الصعوبات والعراقيل التى واجهتهم فقد مرت بهم الكثير من الصعوبات التى لم تثنيهم عن عملهم التطوعي اهمها على الإطلاق عدم وجود تصريح كشفي لقادة الكشافة يوضح سبب مرورهم من الاستيقافات التى كانت تعترضهم فى مداخل وبين احياء المدينة فقد طالبوا به فى شهر اغسطس 2014 ولم  يتم الحصول عليه موقع ومختوم رسمي من قيادة مايسمى بالأزمة فى مفوضية كشاف بنغازى الا فى نوفمبر 2014  ، حيث وفر هذا التصريح الكثير من المشاكل التى تعترضهم ، فقد حصل كل متطوع على  تصريح خاص به يحتوى على الاسم ورقم البطاقة الشخصية .

ايضا كانت من بين المشاكل عدم وجود لباس خاص بالفريق ، اذا ان من الخطورة انذاك ارتداء اللباس الكشفي خوفا من المرور على مناطق اشتباكات مثل بوعطنى وغيرها ، قضية اللباس كانت مهمة لانه هناك اهالى مفقود منهارين يبحثوا عن ابناءهم وسط الجثث المكتظة الأمر يتطلب لباس للتعريف بأنفسنا حتى لا ندخل فى صدام معهم ، الى جانب نقص المستلزمات التى نحتاجها لاستكمال العمل فثمة ادوات كانت تدفع  من مالهم الخاص مثل الكمامات والقفازات الطبية وغيرها ، الى جانب تخاذل بعض المسئولين عن دعمهم فى فترة كان عملهم يحتاج لدعمهم بقوة.

ابطال وراء ثلاجة الموتى …

شباب متطوعين لم يبالوا بما يمكن ان يتعرضوا له من كمية الميكروبات التى نقلتها الجثث بعد تحللها ، العزم والإصرار على تقديم العون والمساعدة كان هو الهدف فنجحوا وفعلوا مالم تفعله منظمات وحكومات ودول – الكشافة مافأتت بهمة شبابها ان تثبت ان ثقافة التطوع هى من ينهض بالمجتمعات للوصول الى توازن وتوعية بعيدا عن ايدى وعقول لاتعرف الا نهب وسرقة الوطن .

لكم كل التحايا للتاريخ حتى لايعتلى المتسلقين سدة عملكم القيم وينسبوه لأنفسهم بحجة الوطنية  علاء الدين مخلوف  –  محمد الساحلي  –  ايهاب كانون  –  محمد زواوة  – المعتصم بالله العوكلي  –  مالك الفلاح  – محمد بن كاطو –  صهيب الزائدي –  نورالدين مخلوف – قادة الهلال الأحمر منير الغرابي وأحمد الشيخى وجبريل السعيطى .

عمل تطوعى جبار كان كافيا ليحذو قادة كشاف مدينة درنة نفس حذوهم بمشاركة مع الهلال الأحمر لدفن الجثث  المكتظة فى مستشفى المدينة ونقلها ودفنها فى ضواحى المدينة – هذه الأعمال الجليلة القيمة نجدها لدى الدول المتقدمة اعمال دولة وحكومات ووزارات وليس متطوعين لم يعيشوا تجربة الحرب من قبل ، وهل يستوى من تسمو نفسه لتقديم العمل الانسانى بمن لا يعمل الا على بث سموم التفرقة والفتن والشتات.

 

لعبة الركبي في ليبيا.. شعار “نلعب من أجل السلام”

رقبى5

هافنغتون بوست عربي

يدفعني فضول الأنثي كلما جلست أتتبع تفاصيل مباراة لعبة الركبي على إحدي القنوات الفضائية، أشاهد اللاعبين بأحجام مختلفة وطريقة في اللعب غريبة عنيفة وشرسة يمارسونها بشغف.. إنها رياضة العنف المقنن.

رياضة الرقبي أو الركبي Rugby رياضة جماعية منتشرة انتشارا واسعا في العالم، نشأت هذه اللعبة في القرن التاسع عشر الميلادي وتأسس أول مجلس ينظم قوانينها في العام 1886 وأقيمت أول بطولة في فرنسا عام 1954، توجد مسابقتان رئيستان هما دوري الركبي واتحاد الركبي، الفرق بينهما في عدد اللاعبين، الدوري مكون من ثلاثة عشرة لاعب والاتحاد من خمسة عشرة لاعب.

رياضة الركبي في ليبيا.

انتشرت في الثمانينيات، حيث كان يلعبها الأوروبيون القادمون مع شركات النفط التي كانت تعمل في ليبيا، ومن ثم انخرط معهم ليبيون ومن هنا بدأت اللعبة في الانتشار ويعترف كل من مارسها أن موضوع انتشارها كان صعبا للغاية لسبب أن أغلب العامة من الناس لا تعرف عنها الكثير من المعلومات.

رحلة التأسيس ومشروع 2018..
تكونت أول لجنة للركبي في العاصمة طرابلس رسميا عام 2001 وفي العام 2006 تأسس فريق بنغازي تحت اسم الملاحة وتشكل أول منتخب ليبيا في الركبي عام 2010 كانت لليبيا مشاركة في البطولة الإفريقية للاتحادات الجديدة، مشروع الركبي 2018 جاء ليحل المشكلة التي كانت تواجه رياضة الركبي منذ سنه 1998 وهي نقص اللاعبين وعدم تفاعل الجمهور معها في ظل عدم دعم الدولة وضعف نشر ثقافة للعبة ، خلال ستة عشر عام منذ العام 1998 إلى العام 2013 تطور اللعبة كان بطيئا مقارنة بألعاب أخرى، أربع سنوات وضعوها مؤسسو مشروع الركبي كهدف نصب أعينهم من 2014 إلى 2018.. الركبي (نلعب من أجل السلام).

مشروع من هدفه خلق فئات عمرية للمشاركة في الأولمبياد الإفريقية للشباب في الجزائر المقررة في سنة 2018 الأعمار المستهدفه من عمر ست سنوات إلي ثماني عشرة سنة، وتنقسم إلى.. فئة البراعم من سن ست إلى عشر سنوات.
فئة الآمال من سن العاشرة إلى الرابعة عشر سنة.
الأواسط من سن الرابعة عشر إلى ثماني عشرة سنة.
ينقسم المشروع إلى عدة مراحل، البداية كانت من مدرسة المواهب الإعدادية بمدينة بنغازي، ثم بدأ تدريب ونشر ثقافة الركبي لمدة شهرين قبل الافتتاح الرسمي، في شهر أبريل/نيسان 2014 تم افتتاح رسمي للمشروع بمؤتمر حضره أولياء الأمور والطلبة الذين تم اختيارهم وتدريبهم في المدارس والعديد من المهتمين باللعبة البداية الفعلية للتدريب بالملاعب المخصصة للتدريب بعدد مرتين في الأسبوع لمدة ساعتين في كل يوم تدريب، أطلقوا عدة بطولات على مراحل متتابعة والمرحلة الجديدة من المشروع تحت شعار ركبي نلعب للسلام وهي موجهة للمناطق المتضررة من الحرب والتي تحتوي على كثافة سكانية عالية يحاول فيها القائمون على مشروع الركبي استقطاب أكبر عدد من الفئات السنية السابقة لتدريبهم وإشراكهم بركب اللعبة باعتبار الرياضة هي البوتقة التي تبعد الأطفال والشباب عن ساحات الحرب وحمل السلاح ووتتخذ السلام أسلوبا للتعامل والتعايش.

رياضة الركبي في ليبيا ليس لها نادٍ مستقل يتبع وزارة الرياضة والشباب ولكنها تعمل ضمن اتحاد للعبة رسموا للمشروع خططا إستراتيجية كان التواصل فيها مع منظمات تتبع وتدعم المشاريع ذات الأهداف بعيدة المدى والتي أثبتت نجاحها مما سهل لهم استمرارية المشروع بكفاءة.

كيف تلعب الركبي؟
هناك لعبة بسبعة لاعبين مدتها قصيرة.. 14 دقيقة بمعدل 7 دقائق لكل شوط، أما تشكيلة خمسة عشر لاعب فهي تتطلب احتكاكا أكثر ومجهودا أكبر، تبلغ أقصى مساحة للملعب 69 مترا من حيث العرض
و144 مترا من حيث الطول، وتبلغ المسافة بين المرميين 100 متر، تمتد المنطقة المسماة بمنطقة الهدف إلى 22 مترا خلف خط المرمى وخط الوسط، أما الكرة بيضاوية الشكل مصنوعة من المطاط يبلغ طولها حوالي 28 سم ووزنها من 400 إلى 450 غراما.

ليبيا ما زالت تحت الحرب، ولكن القائمين على المشروع هدفهم الاستمرار ونشر شعار السلام والتركيز على جيل جديد بدون حرب وبدون فكر متعصب متطرف، بل بفكر رياضي واعٍ فاهم تفخر به الأجيال القادمة في ركبي 2018 لبنة جديدة لرجال المستقبل وجيل جديد واعد يخلق الاستقرار والسلام ركبي 2018 أمل الوطن في السلام.